كاريزما السلطان هيثم بن طارق تؤهله لمواجهة القضايا الملحة

علي ابو حبلة

كتب سلطان عُمان الراحل، قابوس بن سعيد، اسم خليفته في مظروف مُغلق، وكان سر اختياره يكمن في أن تسير البلاد وفق النهج الذي سار عليه، و أولويته استمرار نهج «الحياد الإيجابي» الذي أرساه على مدى خمسة عقود. رغبةُ قابوس في «توريث» ابن عمه، هيثم بن طارق، مردُّها ببساطة هو أن السلطان هيثم  الأكثر قرباً إلى شخصيته، وله دور محوري في رسم خريطة عمان التنموية فضلا عن خبرته في السياسة الخارجية. أقرّت العائلة الحاكمة في السلطنة اختيار هيثم لتنتقل إليه ولاية الحُكم بموجب الرسالة التي فُتحت بعد وفاة قابوس مساء الجمعة عن 79 عاماً.

النهج الذي أرساه قابوس بن سعيد لسلطنة عمان  لن يشهد تغييراً في المرحلة المقبلة فالسلطان الجديد هيثم بن طارق سيسير على نفس النهج الذي أخطته، وهذه السلاسة التي جرت من  خلالها نقل السلطة  ساعات بعد إعلان وفاة السلطان،حيث  نُصِّب هيثم بن طارق سلطاناً لعُمان بناءً على وصية الراحل. ووسط حضور زعماء عرب وأجانب لتقديم العزاء.

تمكّن السلطان  قابوس من توحيد السلطنة، وعُرف بين أبناء شعبه بـ«صانع النهضة»  بعدما رسّخ قابوس مرحلة انتهاء الحرب عام 1975، ليبدأ مشروع «النهضة» على أيدي ثامن سلطان من أسرة آل سعيد التي تحكم البلاد منذ 1744. واستثمر مليارات الدولارات مِن العائدات النفطية في البنية الأساسية.

 ومن هنا، تأتي أهمية اختيار هيثم بن طارق، الذي شغل منذ عام 2013، رئاسة لجنة الرؤى المستقبلية المكلفة التخطيط لمستقبل عُمان، أو «رؤية 2040»، وهي خطة إصلاح طويلة الأمد في التحوّل إلى اقتصاد ما بعد النفط في السنوات والعقود المقبلة. كذلك، تولّى السلطان الجديد عدداً من المناصب المهمة في وزارة الخارجية بين عامَي 1986 و2002، حيث عمل أميناً عاماً لوزارة الخارجية، ثم وكيلاً للشؤون السياسية في الوزارة، كما عمل وزيراً مفوضاً فيها، قبل أن يصبح وزيراً للتراث والثقافة عام 2002. وهذه بلا شك ستكون عوامل مهمة في كاريزما السلطان الجديد.